معمر القذافي .. يهودية الأصل والفعل
الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل
وقع في يدي قبل عشر سنوات كتاب (الماسونية: عقدة المولد.. وعار النهاية) لمحمود ثابت الشاذلي، فقرأته آنذاك، ومع أحداث المحرقة الليبية التي أقامها القذافي لشعبه والتي تشبه محرقة اليهود لأهل غزة قبل سنتين تذكرت أن الكتاب آنف الذكر كان يتضمن نصاً عن يهودية القذافي، فنفضت غبار السنوات عنه فوجدت فيه ص464: وفي طرابلس جيء بمعمر أبي منيار الملقب خطأ معمر القذافي...ونقل المؤلف فيه عن عمر المحيشي أن معمر من يهود مصراته.اهـ
وعمر المحيشي هو رفيق القذافي في صباه، حين رعت أسرة المحيشي القذافي وهو صغير، وكان من ضمن تنظيم (الضباط الوحدويون الأحرار) الذين انقلبوا على النظام الملكي السنوسي في ليبيا، ثم أعدمه القذافي بعد أن غدر به ملك المغرب الحسن الثاني في قصة مليئة بالأحداث ليس هذا مقام عرضها.
وعالج الطيار الأمريكي جاك تايلور الجذور اليهودية للقذافي، وصناعة الموساد له منذ أن كان طالباً في مقاعد الدراسة، في كتابه (أوراق الموساد المفقودة: ص31-38). وجاء في أوراق الموساد: كانت مساعدتنا للقذافي بمثابة مغامرة كبرى .. ولكنها كانت ذات فوائد عظيمة لنا .. لقد كان من بين أهم ما جنيناه من وراء وقفتنا خلفه هذه الصراعات والنزاعات التي نجح القذافي في خلقها والعداوات التي أشعلها بين الدول العربية المختلفة .
وفي العام الماضي أجرت القناة الإسرائيلية الثانية مقابلة مع خالة معمر القذافي اليهودية (راشيل سعادة) وابنتها (جويتا برون) ذكرتا فيها علاقة أسرتهما الوثيقة بأسرة القذافي، وأن والدي معمر اليهوديين اختلفا فهربت أمه بمعمر، وتزوجت رجلاً ليبياً مسلماً هو محمد بو منيار القذافي الذي تبنى الطفل اليهودي معمراً، وهذه المقابلة موجودة في اليوتيوب.
وفي عام 1972م أرسل كاردينال مدينة ميلانو الإيطالية رسالة للقذافي باللغة الايطالية وترجمها للعربية السفير خليفة عبد المجيد المنتصر وفيها يذكره الكاردينال بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقه ويناشده بموجب ذلك أن يلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث.
وتم صنع القذافي ومن معه من الضباط على أعين الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية؛ لينقلبوا على الملك إدريس السنوسي، وكان هؤلاء الضباط صغاراً برتبة ملازمين فلماذا تم اختيارهم وهم صغار في السن وفي الرتبة؟ وكيف نجحوا واجتازوا الرتب الكبيرة؟
كل ذلك تعلمه الاستخبارات التي صنعتهم، وليس هو موضوع هذه المقالة، وأنصح من يريد معرفة خلفيات ذلك بقراءة الدراسة الرصينة: (خفايا وأسرار حركة الضباط الوحدويين الأحرار في سبتمبر 1969م.. المؤامرة والخديعة) وهي منشورة على شبكة الإنترنت.
وسيف الإسلام هو أشهر أولاد القذافي الثمانية، وتم إبرازه إعلامياً بشكل كبير ففسر ذلك على أنه المرشح لوراثة والده على عرش ليبيا، وأظهر ميولاً إسلامية خدع بها بعض الدعاة، بينما حقيقته أنه موغل في علاقته باليهود، ففي 15/1/2006م نشرت صحيفة (معاريف) الإسرائيليه عن احتمالية زواج سيف الإسلام القذافي من الممثلة الإسرائيلية (أورلي فاينرمان) التي يلتقي بها باستمرار وسرية في إيطاليا، واستبشرت الصحيفة اليهودية قائلة «قناة جديدة للسلام مع الليبيين كانت قد فتحت بهذه العلاقه».
ونشرت الصحف أيام حادثة طائرة لوكربي أن سيف الإسلام القذافي كان يقترب من إسرائيل وواشنطن بشكل كبير جداً، وأنه أرسل رسالة إلى واشنطن أكد فيها استعداد بلاده إدراج تفاصيل (الكارثة الإنسانية) التي ارتكبتها هتلر النازي ضد اليهود في كتب التعليم الدراسي في ليبيا. وكان يؤكد: أنه يجب أن لا نزعم بأن إسرائيل تتصرف بالقسوة والإهانة ضد الفلسطينيين.
إن الداعي لذكر هذه الخلفية اليهودية عن القذافي وابنه سيف الإسلام الذي ألقى خطاباً في خضم هذه التظاهرات السلمية في ليبيا أن ردة الفعل من القيادة الليبية على المتظاهرين هي عين ما فعله ويفعله اليهود بالفلسطينيين؛ إذ لم يكتف القذافي وعصابته برش المتظاهرين بالذخيرة الحية، وتوظيف المرتزقة لإرهابهم، بل قصفوهم بالمدفعية الثقيلة، وبالطائرات الحربية حتى تركوا شوارع طرابلس وبنغازي وما حولهما مليئة بالقتلى والجرحى، وقد كان أحد الصحفيين يصرخ البارحة في قناة الجزيرة مقسماً أن الطائرات التي تقصف المتظاهرين هي (إف16) ولا تمتلكها ليبيا، وأنها طائرات إسرائيلية، وأن من يمعنون في قتل الناس هم من يهود الفلاشا ومن عصابات المافيا المستأجرين، وإذن أصبحت ليبيا المسلمة محتلة من عائلة القذافي اليهودية وأعوانها المرتزقة في داخل ليبيا وخارجها.
وخطاب سيف الإسلام القذافي الذي أذاعه يدل على أنه لا خيار للشعب إلا بين أمرين: أن تبقى عائلة القذافي اليهودية تسوم المسلمين سوء العذاب، أو تُباد ليبيا بأهلها أجمع، وتحرق آبار النفط، وهو ما يتوقع أن يفعله النظام الليبي إذا أيقن بسقوطه –عجل الله تعالى ذلك بمنه وكرمه وقدرته- متجاوزاً في جرائمه النظامين الساقطين التونسي والمصري..
إن ما يفعله النظام الليبي اليهودي بالشعب الليبي المسلم هو عين ما فعله صهاينة إسرائيل بغزة قبل سنتين، بل أسوأ؛ لأن صهاينة إسرائيل أظهروا العداء لأهل غزة، وأما القذافي وأسرته وعصابته فأخفوا يهوديتهم وأظهروا أنهم مع الشعب الليبي المسلم وإن استبدوا بالأمر من دونه، فلما جدّ الجد كان القذافي ومن معه مستعدين لاستخدام كل الوسائل لذبح المسلمين وإبادتهم وتجويعهم..
وإذا كان موقف الغرب وعلى رأسه أمريكا من ربيبهم القذافي اليهودي مفهوماً، حتى لم يقولوا فيه ما قالوا في عميلهم حسني مبارك إبان سقوطه مع أن جرائمه أعظم من جرائم فرعون مصر؛ فإن من المخجل جداً موقف الجامعة العربية، والحكومات العربية والإسلامية كافة، التي تصلها أنباء المذابح، وترى مشاهدها في الشاشات، وتسمع استغاثات الموتورين، وتشاهد ما يفعل المجرم اليهودي بالشعب الليبي الأعزل، ومع ذلك لم تتخذ أي موقف إيجابي ولو بالاستنكار!!
ربما لأنها تخاف أن تكون مؤيدة لثورة قد تصل إليها غداً وتزلزل عروشها، ولكن والله لا يسكت على هذه الجريمة البشعة، ولا يرضاها إلا مجرم مخذول مهما كانت المسوغات، ولن يسلموا من عقوبة الجبار جل وعلا التي نسأل الله تعالى أن تخصهم ولا تعم جميع المسلمين..ولن يغني عنهم حذرهم من قدر الله تعالى شيئاً، ومن لم يصلح ما بينه وبين الله تعالى ساءت نهايته، ومن لم يوثق صلته برعيته انقطعت الحبال الممتدة إليه من الخارج، ولن ينجيه من غضبة شعبه وثورته أحد..
أسأل الله تعالى أن يفرج عن المسلمين في ليبيا بمنه وكرمه، وأن يكتب قتلاهم في الشهداء، وأن يربط على قلوب آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم، وأن يشفى الجرحى، وأن يسقط القذافي وأسرته وعصابته تحت أقدامهم، إنه سميع مجيب..
المصدر: المجموعة البريدية للشيخ إبراهيم الحقيل