يا كتاب هدايتي - قصيدة

يا كتاب هدايتي - قصيدة

الشيخ عاطف الفيومي

**************
***********

خفقَ الفؤادُ وكنتَ فيه ضيائَهُ



فَأَبَنت عن سَننٍ يلوحُ صفاؤها



ونزلتَ أكرم نزلةٍ ببشارةٍ



وجبال مكة أشرقَت وعلاؤها



وبليلةٍ قُدِرَتْ سموت برفعةٍ



وجلالةٍ كرمًا فنعْم مساؤها



وجمعْت خيرَ هدايةٍ لمحمدٍ



فإذا بشائرها يفيض ثناؤها



وسكبتَ أعظمَ رحمةٍ وسعادةٍ



وجعلتها سعةً فعمّ عطاؤها



ولكم هَدِيت قلوبَنا ونفوسَنا



ورفعتها قمماً وأنت سماؤها



وجعلتها همماً فما تَبِعَت هَوَى



وبعيدةً شردت فطال شقاؤها



ولكم ذكرت معالماً وشرائعاً



كَمُلَت وفي سورٍ يُزان هجاؤها



ورسمتَ في سُبُلِ الحياة طرائقاً



بعقيدةٍ رَسَخَت فدام إخاؤها



ولكم حَويتَ مصالحاً ومناهجاً



وحفظتها عِصَمًا وتمّ سناؤها



ولكم بنيتَ مكارماً وفضائلاً



وكَسوتها أدباً فطاب حياؤها



ومحارمٌ قَبُحَت شفيتَ نفوسها



ووقيتها سقراً فَحُقَّ هناؤها



ولكم قصصتَ عجائباً بفصاحةٍ



وبلاغةٍ جُمِعَت لديكَ وعاؤها



ولكم قرأتُ بدفّتيك مواعظاً



فلقيتُ من عظةٍ يطيب شفاؤها



فلأكرمنّك يا كتاب هدايتي



فمحبّتي زَهَرٌ ومنك سقاؤها



ولأعلننّ شعار ذكرك روضَتي



فإذا أزاهرها يفوح هواؤها



ولأتلونّك غدْوتي مترنّماً



متفهّماً عِبَراً يطول بكاؤها



ولأملأنّ جوانِحي وخواطِري



فَهُدَى حروفك لا يغيض غناؤها



ولأنشرنّك في ربوع مدينتي



فرحاً وفي مدنٍ يشاد بناؤها



ولأخدمنّك يا كتابَ سَعادتي



فسعادتي أملٌ وفيك رجاؤها



ولأجعلنّ حدود شرعِك حُرمةً



فبحكمها عَدَلَت وساد لواؤها



ولأخذلنّ عِدَاك ما جمعوا ردَى



فإذا عساكرهم يحيط فناؤها



ولأنصرنّك ما حييت بقوّتي



فسهام حقّك لا يخيب مضاؤها



ولكَ الفضائلُ والمكارمُ كلها



وختامها سُرُجٌ يَشيع ضياؤها




*****
*********